Translate

رواية: نزهة على جانب الرحيل

الأحد، 22 يوليو 2012

منتديات عالم المتزوجات - عالم حواء
عالم حواء,عالم المتزوجين,العلاقة الزوجية,عالم المرأة,المعاشرة,التعامل مع الزوج,فن الطبخ,المكياج,الفساتين,الموضة,منتديات نسائية,الثقافة الجنسية,المقبلات على الزواج
رواية: نزهة على جانب الرحيل
Jul 22nd 2012, 20:23



رواية نزهة على جانب الرحيل


الكاتبة :
o r d i n a r y

نعم نكتب لأننا نريد من الجرح أن يظل حيَا ومفتوحا ..
نكتب لأن الكائن الذي نحب ترك العتبه وخرج ونحن لم نقل له بعد ما كنّا نشتهي قوله
, نكتب بكل بساطه لأننا لا نعرف كيف نكره الآخرين ،
ولربما لأننا لا نعرف أن نقولَ شيئا آخر
- واسيني الأعرج

لو كان للإعتراف من امري هذا شيء .. لقلت ان الكتابة – ولأغلب فترات عُمري – كانت الكتف الوحيد الذي يمكنني البكاء عليـه دون يتململ .. او أن يرحل !!

يـاه ..
الرحيل ..

كلمة تأخذ من قلوبنا عمرا كبيرا ..
اعتقد .. بل اجزم احيانا بأن كلمة ( رحيل ) وكل ماهو مُشتق منها حُكمه في اللغة مكروهـ , جائز عند الضرورة ..!


مالذي أرٌيد أن ارويه ..
فكرت كثيرا في هذا السؤال عندمـا طرحت على نفسي فكرة الكتابة ..
اتكون قصـة افراح قصيرة , ام تكون رواية كبيرة الحجم لأتراح متواليـة ..
وضعت فكرة الكتابة جانبـا لأيام ..
ولا أعلم السبب الذي جعل فكرة الكتابة تنتابني بقوة اليوم

إتجهت إلى مكتبة كبيرة الحجم – كأحلامي – بحثت عن الدفتر الأكثر سوادا .. ولا اعلم سبب ذلك ..
لعلي أبحث عن لون حزين يجعلني انوح حرفا , او ربمـا كان ذلك بسبب كرهي للألوان الزاهيـة ..

وهاهو الدفتر أمامي الآن
ويأتي السؤال مرة أخرى ..
مالذي سأكٌتبه .. ؟
أظن بأني سأحتفظ بفكرة الكتابة هذه لي .. ولي لوحدي ..
قد استفيد من الكتف الوهمية التي يقدمها لي الدفتر على أية حال ..


حسنـا

مقيمة انا في الدنيا منذ 29 عامـا ..
شهدت ولادة احلام وانكسارات منذُ دهر او اكثر !
سًأكون هٌنا .. كلمـا إحتجت للحديث
واظن أنني بحاجة لذلك كثيرا !
كثيرا جدا !


البدايــــة : الدهشة الأولى


حين أراك
يتنفس الحٌب الصعداء ..
وحين تغيب
يولي الفرح الأدبار ..!!
*غادة السمُان

مرت أيـام .. و أنا أُمارس فيها الغياب لأول مرة .. تلك اللعبة الخفية التي إخترت لعبهـا تبقي الجرح حيـا في حُين أن كٌل ما أردته من هذه الممـارسة هو تخدير الجرح ..

يأتيني صوت الهاتف من مغارة زمنية بعيدة , أختار ألا أردً في المرة الأولى ..
يصمت الهاتف قليلا ليعاود الصُراخ في ذاكرتي ..

أرفع سماعته وأصمت ..
وتجيبني أنفاسـه ..

- هو : أتلعبين لعبة التخفي ؟
- أنا : لا أحٌب الألعاب كثيرا ..
- هو : إذن فأنتٍ تعتادين الرحيل ؟
- أنا : عن أي رحيل تتحدث ؟ .. لا أحد راحل هٌنا !
- أجابني بصوت يملئه شجن رجولي : عن أي رحيل ؟ أتحدث عن الرحيل بصُحبة الموت يـا وطن !
- تألمت لسماعها .. أنا : أرجو أن تقلل من استخدام هذه الكلمة .
- هو ممازحـا : الموت ؟ !
- أنا : سأدعي أنني لم اسمعها ..
- هو : ألا تظنين بأنك الآن تمارسين شيئا من الإنكار ..
- هٌنا .. لم استطع إمساك غضب طفيف اعتراني , أنا : كف عن ذلك !
- هو : و ماذلك ؟
- أنا : وهذا أيضا ..
- يجيبني وصوته تعلوه ضحكة خفية : و ماهذا ؟
- أنا : كم أمقتك !
- هو : لا تكذبي ياوطن !
- أنا : لم أكذب .. أمقٌت لعبة الكلمات , و لعبة السخرية من القدر .. الا ترى بأني مُتعبة هُنا ؟!
- هو : وكم أحبك وأنتٍ متعبـة .. ياوطني ..
- أنا : أرجوك , أرجوك كُف عن ذلك ..
- هو : متى أراك ؟
- لم أعرف ماذا أقول : لا أعرف ..
- هو : إسبقي الموت إلي .. أريد أن أموت في أحضان الوطن ..


دمعـة باردة أحُس بها على وجنتي , أصمت قليلا .. ثم أغلق السمـاعة .. وفي قلبي ألف دقـة تصرخ بـ : لا ..
لا للقدر الذي يأخُذ منا كٌل مانحُب ..
ولا للأيام التي اختارت ان تتناقص بسُرعـة ..
ولا للغياب الذي غرز مخـالبه في قلب حكايتي
ولا لذلك الرجٌل الذي قرر أن يـأخُذ من الموت هزوة , او سببا للضحك ..
لاشيء مُضحك هُنا .. لا شيء


ترهقُني بقايا صُوت ذلك الرجُل ..
ترهقني حد تذكر اللقاء الأول .. و حد استرجـاع لحظة ولادة الحٌب ..
ذلك الحٌب الذي إختار أن يسميـه وطناً .. واخترت أنا أن اطُلق عليه إسم السماء ..
السماء
مكًان إختار الجميع تنصيبـه قبلة للأمنيات ..
و إخترت أنا أن أنصٍبه قبلة للحُزن وللحُب , و ولتلك الحكايات التي أرويها بإبتسامة الساخر من فقره , و المتناسي حُبا قديمـا تركه بلا وجهه
كُنت له وطنـا , و كان لي سماء ..


كان اللقاء الأول عابرا , عـابرا لحدود المعرفـة الأولى :

أجلس في مقهىً قصًي يقع في حدود دولـة لا أحفظ من شوارعهـا سوا بعض الأسماء
رتابة المكان , وجوه العابرين المشغولـة بألف فكرة , الأرصفـة القديمـة
ذلك ماخترت تأمله بينما إحتسي قهوتي بعد أن اضفت لهـا 8 ملاعق من السُكر ..

يقاطعني ذلك الغريب ..
هو : يبدو أنك تحاولين الموت حلاوة ..
أنظر إليه بلا إهتمام : وهل يبدو لك أني أهتم بالأشياء " الحلوة " كثيرا ؟ !
هو : إن لم تكوني كذلك .. لما تغرقين قهوتـك بكٌل ذلك القدر من السُكر ..؟
أنا : القهوة كالحيـاة .. مُرة في مجملـها , والسُكر كإبتسـامة .. نقنع بها أنفسنا بأن الدنيا ستكون أجمل ..
وهما معـا كالدنيا في جميع اوضاعها, مهمـا كان عدد الأفراح والابتسـامات التي تضيفها لها , يظل طعم المرورة غائصا في العُمق ..
هو : لم أُدرك بأني أتحدث إلى فيلسوفـة ..
أنا : لكٌل منا طريقته في الحديث , عندمـا اخترت أنت ان تحادثني بالسُكر , اخترت أنا ان ابعدك بمرورة القهوة .. والفلسفة ربما
هو : أفهٌم من هذا الحديث بأن القصد .. كٌل القصد هو أن ابتعد ..
أنا : ربمـا ..
هو : حسنـا ..
قام من كرسيـه رافعـا كوب قهوة وكُتاب يقرأه , وسحب كرسيا من طاولتي وعلى حين مفاجأة مني .. وجلس , إلى طاولتي !
أنا : اهكذا تبتعد ؟
هو : بالطبع !
أنا : وكيف تسمي ذلك ابتعادا ؟ !
هو : طلبتي إلي ان ابتعد .. فإبتعدت عن المحيط الذي يحتويني .. لأدخل محيطك .. وليتسنى لنا الحديث في محيط واحد ..
أنا : آهـ .. الحديث عن البحار والمحيطات ..
هو : أنت جميلة بالطًبع , لك فلسفة غريبة في القهوة أكيد , ولكن ظريفة .. اممممم لا اعتقد !
أنا : حسنا .. مالذي تريدهـ يا غريب !
هو : ألسنا في المحيط ذاته ؟ لماذا تطلقين علي لقب الغريب !
أنا : أنت غريب ولو كُنا في البحيرة ذاتها ..
هو : الظرافـة .. الظرافـة ..
أنا : أتمارس دومـا هواية الجلوس الى فتيات لا تعرفهم ؟
هو : إنها أول مرة في الحقيقـة , و أظن بأني سًأحترف هذه الهواية ..

أسررت لنفسي في الحديث وانا أرتب اشيائي بنيـة الرحيل : لا أستطيع احتمال هذا الكًم الهائـل من الثقـة , وتلك الرجولة الباذخه التي يحملها ..
قُمت من الكرسي .. حييته بإبتسـامة : أتمنى لك التوفيق في هوايتك .. إختر جيدا مع من تمارسها .. لا تمارسهـا مع فتاة اختارت كرسي في زاوية مقهى .. هذا فقط ما انصحك بـه ..

قال ممازحا : ومن قـال بإني أنتقي ذوات الكراسي ..
توقفت قليلا ونظرت إليه : هل كٌنت اطفو على موجة هٌنا ؟

ضحك , وضحك , وضحك ..
يـاااااهـ .. تلك الضحكًة , كانت سببا في سعادتي لسنوات , وسنوات , وسنوات
تجنبت كٌل مايمت لتلك الضحكة البريئة بحديث وقلت لـه .. : وداعـا !

ومضيت .. إلى ذلك الطريق المليئ بالمارة المتدثرين بثيابهم في صباح شتائي ..
فإذا بـه يمشي إلى جانبي .. قال لـي بذلك الصوت الذي لن أنساه أبدا : هٌنا إلتقينا .. صُدفـة .. في صبـاح شتائي ..
ومضى !

وبقيت أنا عالقة في تلك الجٌمله .. وفي ذلك الصوت , و كٌل ذلك الزخـم القادم من رجـل لا أعرف منه سوا بضع جمُل .. وضحكة !


أغلقت الباب على ذكٌرى دهشتي الأولى :

استيقظت على أنقاض ماكنت أُسميه في السابق غٌرفة .. ومعدة خالية من أيام .. ورغبة معدومـة في ممارسة الحياة ..
وأي حياة أمارسها بلا سمـاء ..
ترددت كثيرا وانا انظر لوجهي في المرءاة .. أصفر اللون شاحب , أأذهب إليه هكذا ..!
أيرى وطنـه وقد أحالته الدٌنيا الى صحراء قاحلة بعد أن كان روضـة من رياض الدنٌيا !؟

أعدت ترتيب غرفتي , اخذت حمـاما دافئا طويلا ..
ارتديت قميصا رماديـا كان قد اشتراه لـي فيما مضى .. ثم مضيت وفي يدي كوب قهوة بدون سُكر ..
قررت التوقف عن ممـارسة عادة السُكر .. فلا شيء .. لا شيء الآن قد يجعل الحياة اجمل ..

نتوقف عن ممارسـة عادة مفرحة صغيرة مع كُل انكسار .. نتوقف نحن بينما نشُاهد الحياة تمضي غير مكترثـة بعاداتنا , او حتى بإنكساراتنا

وصلت إلى الغرفـة : 475

أطيل النظر في الرقـم ..

يأتيني صوتـه من الداخل : لاداعي للطرق ..
أفتح الباب : لم أكُ انوي أن اطرق الباب , سرحًت قليلا ..
أقبل رأسـه .. أجلس بعيدا .. يتأملني بإبتسـامة واهنة
هو : اتعتادين الحياة بدونـي ؟ !
أنا : ومن قال ذلك ؟
هو : قبلتك تحكي ..
أنا : اتريد مني ان انهال عليـك بالقبل والأحضان والدموع ..
هو : ولما لا ..
أنا : لست تلك الفتاة ..
هو : ولكن الموت سيأخذني عما قريب ..
أنا : الا ترى بأنك تستغل الموت لمصالحك كثيرا ..
ضحك ضحكته تلك .. التي توقعني كً مراهقة سمعت كلمة الحٌب الأولى ..
وانا كذلك ! اسمع ضحكة الحٌب الأولى لكل يوم ..
أنا : اتعلم ماتصنعه بي تلك الضحكه ؟ !
هو : أعلم جيدا .. منذ اللقاء الأول ..
أنا : وذلك الطريق الشتوي ..
هو : وذلك الطريق الشتوي .. والمعاطف و اكواب القهوة .. والأحاديث الدافئة .. اشتاقها كٌلها ..
أتألم صمتـا .. و يطيل النظر إلى صمتي .. وأعلم بأنه يراني , عاريـة الروح .. ويتألم للألم الذي يعتصرني .. ولايقدر سوى أن يسخر من قدر يحيُط به من كٌل ناحية ..
أنا : أأحضُر لك شيئا ؟
هو : إين ستذهبين ؟
أنا : الى الكافيتيريا .. احس بالجوع ..
هو : أريد نصف ما ستأكلينه ..
أنا : شيء آخر ؟
هو : بضٌع سنوات اقضيها مع وطني .. ربما ..
أنا : إذهب للجحيـم ..!
هو : أتمنى الجًنة ..


أخرج بعد أن احمًر وجهي .. و غاصت عيناي في الدموع ..
أبكي في طريقي الى تلك الكافيتريا اللعينـة .. يُفاجأ عاملها بكميـة بكٌائي .. أستمر في ترديد طلبي رغم العبرات
اخذ الطلب , أجلس قليلا لأهدىء من روعـي .. انتظر بضع دقائق لـ يذهب احمرار وجنتاي و أنفي ..

ثم أذهٌب إليه ..
أجلس بجانبه على سريره .. أشاركه الوسادة ذاتها , والجلسـة ذاتها , و أنظر إلى التلفزيون برتابة ..
الآف الأخبار عن جرحى وقتلى , تلك النشرة اللعينة .. لما لا تنشر عن ملايين القلوب المطعونة بسكين الفقد , المهددة بخطر الرحيل ..!

احقد سرا على كٌل مذيعي نشرات الاخبار .. و التفت إليه وهو يقضم نصفـه بتمهل , وربما بعدم إشتهاء ..
أبادره : اذا كٌنت لا تشتهي فـلما تأكل ؟

ينظر إلي : إنها الأشهر الاخيره ,ربما الايام الاخيره .. يجب ان نقتسم كٌل شي بيننا ..
تعود الدموع للصعود : اتريد ان تقتلني ذكرىً يا سماءي ؟ !
ألمح في عينيـه حٌزنا كبيرا : أريد أن اترك لك في كٌل شيء أنا .. حتى لا تموتي حٌزنا ياوطن !
أنا بكبرياء : ومن قال بأني لا استطيع العيش بدونـك ؟!
هو : ليس هُناك من لا يستطيع العيش بلا محبوبـه ..! لا تنسي الاقدار ليست بأيدينا .. هُناك من يقتل نفسـه في كٌل افتقاد .. وفي كٌل شوق !
أنا : اقسم بأنك ستقتلني .. مالفرق بين الموت حٌزنا وبين اغراقي بكٌل هذه الذكريـات ! اليس من الأفضل أن اغيب وان اعتاد عدمـك من الآن !
هو : اتريدنني أن اموت غيضـا في الجنـة ؟!
أنا : واموت انا فقدا في الارض ؟ !
هو : نتلقي هُناك في حًال موتـك ..
أنا : يالك من .. من .. من ..
هو : حٌب !؟
أنا : بالطبع لا ..! قصدت متناقض !

منقول







v,hdm: k.im ugn [hkf hgvpdg

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

0 Responses to رواية: نزهة على جانب الرحيل

إرسال تعليق

Popular Posts